التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَىٰ
٧٧
-طه

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ } يعنى بعدما مكث فيهم اربعين سنة او اكثر يدعوهم الى الله ويظهر لهم الآيات ويزيد فى طغيانهم اوحينا اليه { أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي } بنى اسرائيل من مصر على طرف البحر { فَٱضْرِبْ لَهُمْ } اى فاطلب من ضرب المجد كسبه وطلبه، او فاضرب بعصاك البحر يظهر لهم { طَرِيقاً } اى طرقاً بارادة الجنس من الطّريق دون الوحدة، فانّ الطّرق الظّاهرة كانت اثنى عشرةً او طريقاً منشعباً باثنتى عشرة شعبته { فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً } وهذا التّقدير اوفق بقوله تعالى فى الشّعراء { { فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ } [الشعراء: 63] { لاَّ تَخَافُ } حال او مستأنف او صفة ثانية لطريقاً اى طريقاً لا تخاف فيه { دَرَكاً } ولحوقاً من العدوّ او من الغرق { وَلاَ تَخْشَىٰ } تأكيد لا تخاف، او المراد لا تخشى من العدوّ او الغرق غير ما اريد من لا تخاف حتّى يكون تأسيساً، اوالمعنى لا تخاف ممّا يصدمكم ولا تخشى على اصحابك فانّ الخشية تكون متعلّقة بمن يشفق عليه ويهتمّ بأمره كما انّ الخوف يكون ممّن يهرب عنه، وقرئ لا تخف بالجزم ولا تخشى بالالف، وحينئذٍ يكون لا تخف مجزوماً جواب الامر، او حالاً من فاعل اوحينا، او عن فاعل اضرب بتقدير القول، ولا تخشى يكون مجزوماً معطوفاً عليه ويكون الالف للاطلاق مثل قوله تعالى: { { وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ } [الأحزاب: 10]، او يكون مستأنفاً او حالاً بتقدير مبتدءٍ.