التفاسير

< >
عرض

لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ
٣
-الأنبياء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لاَهِيَةً } مشغولة { قُلُوبُهُمْ } بغيره، او لاهية من اللّهو، والفرق بينه وبين اللّعب انّ اللّعب هو الفعل الّذى لا يكون له غاية عقلانيّة ويكون له غاية خياليّة، واللّهو ما لا يكون له غاية عقلانيّة ولا خياليّة وان لم يكن خالياً عن الغاية فى نفس الامر غير مستشعرٍ بها { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى } عطف على اقترب والنّجوى السّرّ وجمع النّجى بمعنى المسارّين وتعليق الاسرار بها للمبالغة فى الاخفاء او لانّهم اخفوا مناجاتهم كما اخفوا ما تناجوا به، وانّما اخفوا التّكلّم فى رسالته لانّهم كانوا فى شكٍّ من امره والشّاكّ لا يمكنه التّسليم حتّى لا يتكلّم ولا يمكنه الاجهار بالرّدّ والقبول لعدم اقباله على شيءٍ منهما، او لانّهم خافوا اطّلاع المؤمنين وافتضاحهم به { ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } بدل من الضّمير او فاعل والواو علامة الجمع، او منصوب على الذّمّ، او الاختصاص، ووجه الاتيان به التّصريح بوصف ذمّ لهم والتّسجيل عليهم بالظّلم { هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } فلا يكون رسولاً فما يصدر منه ممّا هو خارج عن المجرى الطّبيعىّ ليس الاّ سحراً { أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ } اى تقبلونه وتقبلون عليه { وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } انّه بشر لا يجوز رسالته وانّ ما يأتى به سحر او انتم البُصراء الحكماء لا ينبغى ان تغترّوا بدعوى يكون برهان بطلانها معها.