التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ
١٢
-المؤمنون

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

عطف على قد افلح المؤمنون ووجه المناسبة بينهما انّ فلاح المؤمن عبارة عن خلاصه عن نقائص المادّة وشوائب العدم وخروجه عن القوّة الى الفعليّة واوّل مراتب خلقته ايضاً خلاص من العدم وعن نقائص المادّة وخروج من القوى الى الفعليّات فكأنّه علّل صحّة فلاحه بهذا العطف وقال: انّ فلاحه مثل خلقته المشهودة لكم بحسب آثارها فانّ النّشأة الآخرة مثل النّشأة الدّنيا، ويجوز ان يكون حالاً بهذا المعنى، والسّلالة ما انسلّ من الشّيء ونكّر السّلالة والطّين للاشعار بانّهما كانا نوعين خاصّين من السّلالة والطّين، ومن الاولى ابتدائيّة متعلّقة بخلقنا والثّانية بيانيّة او تبعيضيّة متعلّقة بمحذوفٍ صفة لسلالةٍ، او ابتدائيّة متعلّقة بسلالةٍ، او بمحذوفٍ صفة لسلالة، او هى مع ما بعدها بدل من قوله من سلالة، والمراد بالانسان الجنس وبالسّلالة النّطفة قبل انفصالها من الاصلاب والتّرائب وقبل ان تسمّى نطفةً، وبالطّين طين آدم او الغذاء مطلقاً او الغذاء المهضوم فى المعدة او الكيد او العروق او الاعضاء فانّ الكلّ بوجهٍ تراب خليط بالماء خلطة اتمّ وابلغ من الطّين المعروف، وقيل: المراد بالانسان آدم (ع) ابو البشر، وبالسّلالة التّراب المأخوذ من اديم الارض.