التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٤٥
-النور

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ } جملة حاليّة او معطوفة على قوله: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ } (الآية) بلحاظ المعنى فانّه فى معنى: الله يسبّح له من فى السّماوات، والاستفهام والنّفى لا يفيد الاّ تأكيد هذ المعنى، او على قوله: { للَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ }، او على قوله: { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ }، او على: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزْجِي }، بلحاظ المعنى، او على يقلّب الله اللّيل، والمراد بالماء الّذى خلق الله منه الدّوابّ هو النّطفة ولذلك نكرّ الماء اشارةً الى نوعٍ خاصّ منه او جنس الماء فانّه جزء مادّته وبه بقاؤه وحياته { فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ } كالحيّات والحيتان والديدان { وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ } كالاناسىّ والطّيور وبعض حشرات الارض { وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ } كذوات الاربع من الانعام والسّباع وغيرها، ولم يقل: ومنهم من يمشى على اكثر، لانّ اكثر ما يمشى على اكثر كان اعتماده على اربعٍ، وما كان اعتماده فى المشى على اكثر يكون نادراً، نسب الى ابى جعفر (ع) انّه قال: ومنهم من يمشى على اكثر { يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } وهذا بمنزلة منهم من يمشى على اكثر وجوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: هل كان فى الحيوان ما يمشى على اكثر؟- فقال: يخلق الله ما يشاء { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فيقدر على خلق ما يمشى على اكثر من الاربع فهو فى مقام التّعليل لقوله تعالى: { يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } والاتيان بمن الّتى هى لذوى العقول فى غير ذوى العقول لتغليب ذوى العقول والاقتران به.