التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
٥١
وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون
٥٢
وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لاَّ تُقْسِمُواْ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
٥٣
قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ
٥٤
-النور

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } جواب لسؤالٍ مقدّرٍ عن حال المؤمنين الّذين لم يكن ايمانهم محض القول { إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا } هذ الدّعاء، او سمعنا حكمه سواء كان لنا او علينا { وَأَطَعْنَا وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقْهِ } قرئ يتّقه بكسر القاف والهاء بدون الاشباع على الاصل، وقرئ يتّقه بسكون القاف وكسر الهاء بلا اشباع تشبيهاً له بالكتف فى التّخفيف، وقرئ بكسر القاف وكسر الهاء مع الاشباع، وقرئ بكسر القاف وسكون الهاء تشبيهاً للضّمير بهاء السّكت { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون وَأَقْسَمُواْ } اى القائلون آمنّا بالله او الّذين تولّوا { بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } مفعول مطلق نوعىّ لاقسموا اى اقسموا مبالغة ايمانهم كما هو عادة الكذّاب يكثر الايمان ويؤكّدها ويغلّظها، او جهد ايمانهم مفعول مطلق لمحذوفٍ هو حال اى يجهدون جهد ايمانهم { لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ } بالخروج فى الغزوات { لَيَخْرُجُنَّ قُل } لهم { لاَّ تُقْسِمُواْ } اى لا حاجة الى القسم لانّ طاعتك { طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌٌ } يرتضيها العقل والعرف ونفعها عائد اليهم لا اليك حتّى يحتاجوا الى الاظهار والقسم عليها { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ قُلْ } لهم { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ } بالفعل لا بالقول فقط { وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ } اى تتولّوا لا تضرّوه شيئاً { فَإِنَّمَا عَلَيْهِ } اى على الرّسول (ص) { مَا حُمِّلَ } من تبليغ رسالته وقد بلّغ لاهدايتكم الى الطّاعة حتّى يكون وبال تولّيكم عليه { وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ } من متابعته فضرر التّولّى عائد عليكم { وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ } الى الايمان الّذى هو بضاعتكم لآخرتكم وهو ولاية علىّ (ع) { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } اى التّبليغ { ٱلْمُبِينُ } الظّاهر بحيث لا يخفى على احدٍ او المظهر للمقصود.