التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
٨٩
-الشعراء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

استثناءٌ مفرّغٌ اى لا ينفع مالٌ ولا بنون احداً الاّ من اتى الله بقلبٍ سليمٍ فانّ السّليم القلب ماله واولاده كما ينفعانه فى الدّنيا ينفعانه فى الآخرة فانّهما فتنة من الله لعباده فمن امتحنه الله تعالى بهذه الفتنة والامتحان وخرج منها سليم القلب صار ممّن امتحن الله قلبه للايمان ودخل فى زمرة المؤمنين الممتحن قلوبهم للايمان ولحق بالسّابقين؛ ونعم ما قيل:

مال راكز بهر دين باشى حمول نعم مالٌ صالحٌ كفت آن رسول
جيست دنيا از خدا غافل شدن نى قماش ونقره وفرزند و زن
آب دركشتى هلاك كشتى است آب در بيرون كشتى بشتى است

ولذلك منع تعالى من الانفاق فى غير المحلّ فقال { وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً } [النساء:5] وقد قيل:

منفق وممسك محل بين به بود جون محل باشد مؤثّر ميشود
اى بسا امساك كز انفاق به مال حق را جز بامر حق مده

ويجوز ان يكون الاستثناء متّصلاً من المال والبنون بتقدير مضافٍ اى لا ينفع مالٌ ولا بنون الاّ مال من اتى الله بقلبٍ سليمٍ وبنوه، او متّصلاً من البنين بدون التّقدير، ويجوز ان يكون منقطعاً، وسلامة القلب بان يكون القلب سالماً من الآفات الحادثة من الرّذائل خالياً من الرّذائل، وفى خبرٍ: هو القلب الّذى سلم من حبّ الدّنيا، وفى خبرٍ: القلب السّليم الّذى يلقى ربّه وليس فيه سواه، قال: وكلّ قلبٍ فيه شرك او شكّ فهو ساقط وانّما أرادوا بالزّهد فى الدّنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة، وفى خبرٍ: صاحب النّيّة الصّادقة صاحب القلب السّليم لانّ سلامة القلب من هواجس المذكورات تخلص النّيّة لله فى الامور كلّها ثمّ تلا هذه الآية { وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ }.