التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يٰأَيُّهَا ٱلْملأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ
٣٨
-القصص

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ } بعدما عجز عن الحجّة وخاف عن المعارضة لاجل الحيّة مقبلاً على قومه تخليطاً عليهم وتسكيناً لنفسه عن الخوف { يٰأَيُّهَا ٱلْملأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي } هذا الكلام منه يدلّ على عجزه عن الحجّة وغاية خوفه من موسى (ع) وعصاه حيث لم يدّع الآلهة لنفسه صريحاً ونفى علمه بالاله الّذى ادّعى موسى واظهر شكّه الّذى هو الاقرار بالعجز عن الحجّة وهى كلمته الاولى الّتى اخذه الله تعالى عليه وكلمته الآخرة قوله: انّا ربّكم الاعلى وكان بين الاولى والآخرة اربعون سنةً كما نسب الى الخبر ولمّا ظهر عجزه عن الحجّة وخوفه من موسى (ع) اراد التّمويه على قومه بانّ الاله الّذى ادّعاه موسى (ع) ان كان حقّاً كان مثلى فى جهة ومكان وكان يمكن لى الوصول اليه فقال { فَأَوْقِدْ لِي } اى للبناء لى { يٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ } لتحجير الطّين، قيل: انّه كان اوّل من عمل الآجرّ { فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً } قصراً عالياً الى عنان السّماء { لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ } ولو لم يكن مقصوده التّمويه ما تكلّم بمثل هذا الكلام فانّه كان حكيماً عالماً بانّه لا يمكن بناء قصرٍ يمكن الوصول منه الى السّماء { وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } فى الحديث فبنى هامان له فى الهواء صرحاً حتّى بلغ مكاناً فى الهواء لا يتمكّن الانسان ان يقوم عليه من الرّياح القائمة فى الهواء فقال لفرعون: لا نقدر ان نزيد على هذا فبعث الله عزّ وجلّ رياحاً فرمت به فاتّخذ فرعون وهامان عند ذلك التّابوت على التّفصيل الّذى ذكر فى الاخبار.