التفاسير

< >
عرض

كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
١١
قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ
١٢
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } اى شأنهم وديدنهم وهو متعلّق بلن تغنى، او بوقود النّار، او خبر لمحذوف { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } بالرّسل واوصيائهم وسائر الآيات { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ } التفات من التكلّم الى الغيبة لانّ المؤاخذة لا تكون الاّ فى المظاهر الدّانية لله بخلاف الآيات فانّها منسوبة اليه تعالى باعتبار المقام العالى { بِذُنُوبِهِمْ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ قُلْ } يا محمّد (ص) { لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ } فى الدّنيا وحال الموت وفى البرازخ وفى المحشر { وَتُحْشَرُونَ } بعد الانتهاء الى المحشر { إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } نسب الى الرّواية انّه لمّا اصاب رسول الله (ص) قريشاً ببدرٍ وقدم المدينة جمع اليهود فى سوق قينقاع فقال: "يا معشر اليهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش يوم بدر وأسلموا قبل ان ينزل بكم ما نزل بهم فقد عرفتم انّى نبىّ مرسل تجدون ذلك فى كتابكم فقالوا: يا محمّد (ص) لا يغرّنك انّك لقيت قوماً اغماراً لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة امّا والله لو قاتلتنا لعرفت انّا نحن النّاس" فأنزل الله هذه الآية وقد فعل الله ذلك بهم وصدق وعده بقتل بنى قريظة واجلاء بنى النّضير وفتح خيبر ووضع الجزية على من بقى منهم وغلب المشركين وهو من دلائل النّبوّة.