التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ
١١٨
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالايمان العامّ والبيعة العامّة النبويّة وقبول الدّعوة الظّاهرة { لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً } البطانة بكسر الباء خاصّة الرّجل من الرّجال او من يتّخذه معتمداً عليه من غير اهله يستوى فيه المذكّر والمؤنّث والواحد وغيره { مِّن دُونِكُمْ } متعلّق بلا تتّخذوا، ولفظة من ابتدائيّة، او صفة لبطانة ولفظة من تبعيضيّة؛ والمعنى لا تتّخذوا خليلاً بعضاً من غيركم { لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً } اى لا يقصرون الخبال والفساد فيكم او لا يتوانون فى الخبال فيكم وعلى اىّ تقدير فخبالاً تميز وضمير الخطاب مفعول به على الاوّل ومنصوب بنزع الخافض على الثّانى، او هما مفعولان بتضمين معنى المنع ومثله { وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ } اى عنتكم وهو شدّة الضّرّ والمشقّة { قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } فى ضمن كلامهم لعدم تمالكهم من شدّة البغض مع انّهم بنفاقهم يريدون ان يظهروا التّودّد لكم والجمل الثلاث اوصاف لبطانة او احوال مترادفة او متداخلة عنه لتخصّصه بقوله { من دونكم } او عن فاعل لا تتّخذوا او عن كليهما او مستأنفة فى مقام التّعليل { وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ } من البغضاء عليكم { أَكْبَرُ } ممّا يظهر من افواههم { قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ } والعلامات الدّالّة على بغضائهم لكم وشدّة عداوتهم فما لكم تتّخذونهم بطانة { إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } ذوى عقولٍ او تدركون بعقولكم تلك العلامات اجتنبتم موالاتهم.