التفاسير

< >
عرض

يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَٰواْ أَضْعَٰفاً مُّضَٰعَفَةً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
١٣٠
وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ
١٣١
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يَآ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ابتداء كلام لابداء حكم من احكام السّياسات وانّما صدّره بالنّداء ليجبر كلفة النّهى عمّا هم عليه من الرّباء بلذّة النّداء والخطاب { لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَا } لا تأخذوها وقد شاع استعمال الأكل فى مطلق الاخذ والتصرّف امّا لانّ الأكل عمدة افراد التصرّف او لانّ كلّ تصرّف اكل لقوّة من القوى { أَضْعَافاً } جمع الضّعف بمعنى مثلى الشّيء { مُّضَاعَفَةً } تأكيد للتضعيف والمعنى امثال ما عيّنتموه فى المدّة الاولى او من شأنه ان يصير امثال اصل المال فى يسير زمان بتكرار الاجل وتكرار الزّيادة كما كانوا فى السّابق يربى الرّجل منهم الى اجل ثمّ يزيد فيه زيادة اخرى وهكذا حتّى يستوفى بالشّيء اليسير فى الزّمان القليل جميع مال المديون فهو نهى عن اقبح افراده او نهى عنه مطلقاً ببيان قبحه الشّأنىّ حتّى يكون علّة للنّهى وليس تقييداً للنّهى حتّى يكون بمفهوم مخالفته منافياً لما سبق فى سورة البقرة من النّهى عنه مطلقاً ضمناً ولما يأتى فى سورة النّساء من التّصريح بالنّهى عنه مطلقاً { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } فى ارتكاب ما نهيتم عنه من الربا { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } بالتجنّب عن مثل افعالهم من اكل الربا وغيره وقد سبق وجه تحريم الربا فى سورة البقرة عند قوله تعالى { وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَا } [البقرة: 275]، وبعد ما نهى عمّا يضرّ الانسان ويجرّه الى النّيران اغراه الى ما ينفعه ويجرّه الى الجنان فقال { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ }.