التفاسير

< >
عرض

إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ
١٤٠
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ } قرئ بالفتح والضّمّ وهما مصدران، او القرح بالفتح مصدر وبالضّم اسم المصدر بمعنى الم الجراح { فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } ببدر او فى تلك الغزوة { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ } اى ايّام الغلبة والسّرور والنّعمة فانّه يكنّى بالايّام عن النّعمة والسّرور فيقال: هذه ايّام فلان يعنى وقت سروره ونعمته { نُدَاوِلُهَا } اى نديرها بالنّوبة { بَيْنَ ٱلنَّاسِ } فنعطى السّرور والظّفر والغنيمة يوماً للمؤمنين ويوماً للكافرين لئلاّ يغترّ المؤمنون ويسكنوا الى الدّنيا ويجعلوا ايمانهم وسيلة لراحة دنياهم ولئلاّ يدخل المنافقون فى الاسلام طلباً للدّنيا فيزاحموا الانبياء ويفتنوا المؤمنين { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } اى ليظهر علمه بالّذين اسلموا حقيقةً او ليعلم نبيّه الّذى هو مظهر اسمه الجامع الّذى هو الله ولذلك التفت من التّكلّم الى الغيبة { وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ } بالابتلاء والامتحان { شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ } او امناء فى الشّهادة او رجالاً لا يغيب عن علمهم شيء كالاوصياء والاولياء او قتلى فى سبيل الله ويظهر ظلم الظّلمة منكم ومن الكفّار بسبب الغلبة والمغلوبيّة واكتفى عنه بقوله { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } فانّه يدلّ عليه مع شيءٍ زائد والمراد بنفى المحبّة فى مثل المقام اثبات الغضب عليهم كما مرّ مراراً.