التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذٰلِكُمْ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ
١٥
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قُلْ } يا محمّد (ص) للتّرغيب عنها والتّحريص فيما عند الله { أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذٰلِكُمْ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ } للّذين اتّقوا خبر مقدّم والجملة بيان للخير مع الزّيادة ولذا لم يأت باداة الوصل او هو مثل سابقه معلّق بخير و { جَنَّاتٌ } مرتفع خبراً لمبتدءٍ محذوفٍ { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } اى من تحت عماراتها او من تحت اشجارها او من تحت طبقاتها فانّ الجنّة اذا كانت ذات طبقات ويجرى تحت كلّ طبقةٍ نهر كانت احسن منظراً { خَالِدِينَ فِيهَا } فانّ تمام النّعمة بان لا تزول { وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ } ممّا يستقذر من النّساء من الاحداث والاخباث وكثافات الاخلاط وممّا يستكره من رذائل الاخلاق { وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ } الرّضوان بالكسر والضّمّ مصدر ورضوان الله أخر مقامات النّعم لا نعمة فوقه وهو يستلزم رضى العبد عن الله، وفى تقدّم رضا الله عن العبد على رضا العبد عن الله او تأخّره مثل سائر صفات الله الظّاهرة فى العباد اشكالٌ وقد تقدّم فى اوّل سورة البقرة فى بيان توابيّته تعالى بيان لذلك وقد اشار تعالى الى مراتب النّعم؛ اوليها اصناف متاع الحيوة الدّنيا، وثانيتها الجنّات الصوريّة، وثالثتها الازواج المطهّرة، ورابعتها رضوان الله وليس فوقه مقام { وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } فيبصر مقام كلّ ودرجات شقاوته او سعادته فيجزى كّلاً بحسبها.