التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ إِنَّمَا ٱسْتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
١٥٥
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ } جواب لسؤالٍ مقدّرٍ عن حال المتولّين عن القتال ولمّا ذمّهم الله تعالى بابلغ ذمّ وصار الاعتذار عنهم باستزلال الشّيطان والعفو عنهم محلاًّ للشّكّ اتى فى الجواب بتأكيداتٍ فقال: انّ الّذين تولّوا منكم { يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ } جمع المؤمنين وجمع المشركين فى احد { إِنَّمَا ٱسْتَزَلَّهُمُ } طلب زلّتهم او ازلّهم { ٱلشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ } من ذنوبهم السّالفة وقيل: من خلافهم لقول الرّسول وتركهم مراكزهم وقيل: بذكر بعض ما كسبوا فكرهوا القتال لئلاّ يقتلوا قبل التّوبة وهما ينافيان ما وقع من فرار الكلّ وانّ الفارّين اكثرهم كانوا منافقين غافلين من المعصية بل غير عادّين المعصية معصية وقد ذكر انّه لم يبق يوم احدٍ مع النّبىّ (ص) الاّ ثلاثة عشر نفراً خمسة من المهاجرين وثمانية من الانصار وكان المهاجرون عليّاً وابا بكر وطلحة وعبد الرّحمن بن عوف وسعد بن ابى وقّاص وقد اختلف فى الجميع الاّ فى علىٍّ وطلحة، وروى عن عمر بن الخطّاب انّه قال ورأيتنى اصعد فى الجبل اردى ولم يرجع عثمان من الهزيمة الاّ بعد ثلاثٍ { وَلَقَدْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهُمْ } لمّا تابوا واعتذروا كرّر ذكر العفو تطميعاً وترغيباً للمذنبين فى العفو ومنعاً لهم عن اليأس وتحسيناً لظنون المؤمنين { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } يغفر لمن يعترف ويندم { حَلِيمٌ } لا يعاجل بالمؤاخذة انتظاراً للتّوبة واتماماً للحجّة.