التفاسير

< >
عرض

ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ
١٧
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱلصَّابِرِينَ } وصف آخر للمتّقين { وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ } توسيط العاطف بين الاوصاف لتعدّد مباديها، وللاشارة الى استقلال كلّ وانفراده بالمدح او الذّمّ او غير ذلك من الاغراض، والصّبر أقدم صفات الايمان ولذا ورد انّه من الايمان كالرّأس من الجسد، وبه يحصل الصّدق الّذى هو الاستقامة فى الاقوال والافعال والاحوال، وبالاستقامة المذكورة يتمّ الطّاعة الّتى هى القنوت وبتمام الطّاعة يسهل الانفاق الّذى هو بذل فعليّات النّفس، وبه يحصل القرب من يوم الدّين والدّخول فى سحر يوم الدّين وستر مساوى ليل الطّبع، ولمّا كان التّكليف مطابقاً للتّكوين والظّاهر عنواناً للباطن كلّف الله العباد بالاستغفار اللّسانىّ فى اسحار ليالى الطّبع منفرداً او فى مطلق الصّلاة او فى صلاة الوتر.