التفاسير

< >
عرض

ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ
١٨٢
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ذٰلِكَ } العذاب { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } خصّص الايدى بالذّكر لانّ معظم الاعمال البدنيّة تصدر منها { وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } الظّلام كالتّمار والخيّاط للنّسبة وليس للمبالغة وهو معطوف على ما قدّمت ايديكم وسببيّة نفى الظّلم عنه تعالى للعذاب بواسطة انّ نفى الظّلم مستلزم للعدل والفضل والعدل يقتضى عقوبة المسيء كما يقتضى اثابة المحسن، او المقصود التّنبيه على انّ المسيء اذا صار متمكّناً فى الاساءة صار فعليّته الاخيرة هى قوّته المسيئة المناسبة للجحيم وآلامها وتلك القوّة كما تكون مناسبة للجحيم تكون منافية للنّعيم، والانسانيّة فى هذا الانسان تكون مغلوبة خفيّة غير ظاهرة باقتضائها فلو لم يدخل هذا الانسان فى الجحيم لكان ظلماً على قوّته المقتضية لها وان كانت الجحيم عذاباً لانسانيّته لكن انسانيّته مختفية غير مقتضية لشيءٍ.