التفاسير

< >
عرض

تُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلْنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَتُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ ٱلَمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
٢٧
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ تُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلْنَّهَارِ } وهذه كالجمل السّابقة فى الاعراب والمراد بايلاج اللّيل فى النّهار ايلاج بعضه بنقصان اللّيل والزّيادة فى النّهار، او المراد تعقيبه للنّهار فيكون المراد ايلاج اللّيل مكان النّهار ولا اختصاص للّيل بليل الزّمان بل يشمله ويشمل عالم الارواح الخبيثة وعالم الطّبع ومادّة الانسان وطبيعته ومرضه وغمّه وألمه ورذائله وكفره وجهله، وذكر هذه بعد تعميم القدرة للاشارة الى صعوبتها كأنّها معدودة من الممتنعات الغير المقدور عليها فانّها جمع بين الاضداد { وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ } هذه تعلم بالمقايسة { وَتُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } الحيوان من الجماد، او المؤمن من الكافر، او العالم من الجاهل، او النّفس الانسانيّة من النّفس الحيوانيّة، او النّفس الحيّة من الطّبع الميّت، او الباقى من الفانى، فانّ فناء الانسان موت حقيقىّ له وبقاءه بعد الفناء حياة حقيقيّة بحياة الله تعالى، او المراد تميّز الحىّ من الميّت بالمعانى السّابقة { وَتُخْرِجُ ٱلَمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } تعلم هذه بالمقايسة { وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } ذكر هذه بعد تعميم القدرة لاقتضاء مقام التّرغيب فيما عنده التّكرير والتّأكيد بامثاله.