التفاسير

< >
عرض

ذٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَٱلذِّكْرِ ٱلْحَكِيمِ
٥٨
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ذٰلِكَ } المذكور من قوله { انّ الله اصطفى آدم ونوحاً } الى قوله { والله لا يحبّ الظّالمين } واتى باسم الاشارة البعيدة مقدّماً للاشعار بتعظيمه { نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ } من بيانيّة والمراد بالآيات الآيات التّدوينيّة او الآيات العظام من الانبياء المذكورين وامّ مريم ومريم وزكريّا ويحيى (ع) وعيسى (ع) وابناؤهم المذكورة { وَٱلذِّكْرِ ٱلْحَكِيمِ } تعبير عن الآيات بوصف آخر فانّها كلّها ذكر لله لانفسها ولغيرها بحيث لا يتطرّق النّسيان والغفلة ولا الابطال والافساد اليها، او من فى قوله من الآيات ابتدائيّة اى نأخذها من الآيات العظام الّتى هى الذّكر الحكيم والكتاب المبين واللّوح المحفوظ والقلم الاعلى ولمّا كان خلق عيسى (ع) بلا ابٍ محّلاً للشّكّ والانكار وموهماً للريبة والبهتان كما وقع ذلك لليهود والنّصارى فقال بعضهم انّه من السّفاح وبعضهم انّه من يوسف النّجّار الّذى كانت مريم (ع) فى خطبته كما كان موهماً للغلوّ والآلهة حتّى قالوا: انّه اله وكان مورثاً للسّؤال عن حاله هل له مثال ردّ الله تعالى هذا الوهم واجاب عن هذا السّؤال فقال: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ }.