التفاسير

< >
عرض

يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً
١
-الأحزاب

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يۤا أَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } نداء له (ص) بايّاك اعنى واسمعى يا جارة، او نداء له والحكم له (ص) وعلى اىّ تقديرٍ فهو تلطّف به وتعظيم لشأنه { ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ } قيل: نزلت فى ابى سفيان وعكرمة بن ابى - جهلٍ وابى الاعور السّلمى قدموا المدينة ونزلوا على عبدالله بن اُبىّ بعد غزوة احدٍ بامانٍ من رسول الله (ص) ليكلّموه فقاموا وقام معهم عبدالله بن ابىّ وعبدالله بن سعد بن ابى سرحٍ وطعمة بن ابى رقّ فدخلوا على رسول الله فقالوا: يا محمّد (ص) ارفض ذكر آلهتنا الّلات والعزّى والمناة وقل: انّ لها شفاعة لمن عبدها وندعك وربّك فشقّ ذلك على النّبىّ (ص) فقال عمر بن الخطّاب: ائذن لنا يا رسول الله (ص) فى قتلهم فقال: "انّى اعطيتهم الامان" وامر رسول فأخرجوا من المدينة ونزلت الآية ولا تطع الكافرين من اهل مكّة والمنافقين من اهل مدينة { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: لا ينبغى النّهى عن اجابتهم فانّ فى اجابتهم مصالح عديدةً من استمالتهم وخمود نائرة الحرب وسلامة المسلمين وقوّتهم وشوكتهم بذلك ومخالطة المشركين معهم واستماع آيات الله منهم وغير ذلك فقال انّ الله كان عليماً بالمصالح المترتّبة على ما ينهى عنه دونكم { حَكِيماً } دقيقاً لطيفاً فى علمه وصنعه.