التفاسير

< >
عرض

وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ وَيَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
٦
-سبأ

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } يرى بمعنى يعتقد او يعلم والمراد بالعلم الّذى اوتوه هو النّور الّذى يقذفه الله فى قلب من يشاء ولذلك قال تعالى: اوتوا العلم ولم يقل كسبوا العلم واولى درجات هذا العلم هو النّور الّذى يجعل الانسان متحيّراً فى امره لا يدرى ما يقول ولا يفعل فيسكت عن الكلام ويتحيّر فى طلب اصله كيف يطلب، ولذلك "قال (ص) حين سئل عن العلم: انّه الانصات" { ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ } قرئ الحقّ منصوباً وعليه فالّذى انزل اليك مفعول اوّل ليرى وهو ضمير الفصل والحقّ مفعوله الثّانى وقرئ الحقّ مرفوعاً وعليه يجوز ان يكون الّذى انزل اليك صفة للعلم ومفعول يرى محذوفاً وجملة هو الحقّ مستأنفة، ويجوز ان يكون الموصول مفعولاً ليرى ويكون يرى متعدّياً لواحدٍ، او المفعول الثّانى محذوفاً وهو الحقّ جملة مستأنفة، ويجوز ان ان يكون الموصول مفعولاً اوّلاً وجملة هو الحقّ مفعولاً ثانياً والمراد بالّذى انزل اليه (ص) جملة ما انزل اليه او المعهود ممّا انزل اليه فى ولاية علىٍّ (ع) والمراد بالّذين اوتوا العلم علىّ (ع) او جملة المؤمنين { وَيَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } عطف على جملة هو الحقّ او عطف على جملة يرى الّذين اوتوا العلم ويكون حينئذٍ ضمير الفاعل راجعاً الى البعض المستفاد من الّذين اوتوا العلم يعنى يهدى كلّ بعضٍ منهم بوجوده وفعله وقوله وخلقه وحاله كعلىّ (ع) وبعض المؤمنين او ببعضها كبعضٍ آخر منهم.