التفاسير

< >
عرض

رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ
٣٣

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

قد ورد الاخبار من طريق الخاصّة انّ سليمان (ع) اشتغل ذات يومٍ بالعشىّ بعرض الخيل لانّه كان يريد الجهاد ففات وقت صلٰوة عصره وتوارت الشّمس وغربت، وفى بعض الاخبار فات اوّل وقت صلٰوة وقيل فات صلٰوة نفلته فقال: للملائكة بأمر الله ردّوا الشّمس علىّ حتّى اصلىّ صلٰوتى فى وقتها فردّوها عليه، فمسح ساقيه وعنقه وامر اصحابه الّذين فاتتهم الصّلٰوة معه بمثل ذلك وكان ذلك وضوءهم ثمّ قام فصلّى فلمّا فرغ غابت الشّمس وطلعت النّجوم، وقيل: انّه قال لاصحابه: ردّوا الخيل علىّ فردّوها عليه فضرب سوقها واعناقها بالسّيف لانّها كانت سبب فوت صلٰوته، وقيل فى تصحيحه: انّها كانت اعزّ ماله فذبحها ليتصدّق بلحومها على المساكين فانّه { { لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } [آل عمران:92] وقيل: جعل يمسح اعراف خيله وعراقيبها بيده حبّاً لها، وقيل: مسح اعناقها وسوقها وجعلها مسبّلة فى سبيل الله، وقيل: انّه لمّا قتل الخيل ضلّ خاتمه بسبب قتلها سرقه شيطان اربعين يوماً وجلس مكانه وفرّ سليمان ثمّ وجد خاتمه فى بطن الحوت، وقد ذكر قصّته فى سورة البقرة عند قوله تعالى { { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ } [البقرة:102] قال ابن عبّاس: سألت عليّاً عن هذه الآية فقال: ما بلغك فيها يابن عبّاس؟- قلت: سمعت كعباً يقول: اشتغل سليمان (ع) بعرض الافراس حتّى فاتته الصّلٰوة فقال: ردّوها يعنى الافراس كانت اربعة عشر فامر بضرب سوقها واعناقها بالسّيف فقتلها فسلبه الله ملكه اربعة عشر يوماً لانّه ظلم الخيل بقتلها، فقال علىّ (ع): كذب كعب لكن اشتغل سليمان (ع) بعرض الافراس ذات يوم لانّه اراد جهاد العدوّ حتّى توارت الشّمس بالحجاب فقال بامر الله للملائكة الموكّلين بالشّمس: ردّوها علىّ فردّت فصلّى العصر فى وقتها، وانّ انبياء الله تعالى لا يظلمون ولا يأمرون بالظّلم لانّهم معصومون مطهرّون.