التفاسير

< >
عرض

ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ٱلْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٩
-الزمر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } للكافر والمؤمن والمنافق والموافق حتّى يتذكّر المؤمن المخلص حاله ويشكر ربّه والكافر والمنافق فينزجر عنها ويتوب { رَّجُلاً } بدل من مثلاً بتقدير مثل رجل { فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ } اى مختلفون متعاسرون { وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ } فانّ المتّبع للاهواء الّذى يتّبع غير ولىّ الامر ينبغى ان يرى فى نفسه تجاذب اهويته له الى اراداتٍ عديدٍ ومشتهياتٍ كثيرةٍ بحيث قد يتحيّر ويقف عن الكلّ ويبغض نفسه فى ذلك، وما لم يتّبع هواه لم يتّبع رئيساً باطلاً والمتّبع لولىّ الامر الغير المتّبع لهواه يرى فى نفسه انّه مستريح الى ربّه لا يجذبه ارادة وهوى الى غير ربّه، وهذا النّاظر اذا نظر الى حال المتّبع للاهواء يشكر ربّه لا محالة والمتّبع للاهواء ان تنبّه بحاله انزجر لا محالة وتاب منه لكن قلّ من يتنبّه لانغمارهم فى اهويتهم وسكرهم وغفلتهم وقد فسّر السّلم فى اخبارٍ عديدةٍ بعلىّ (ع) وشيعته والرّجل الّذى فيه شركاء بأعداء علىٍّ (ع) { هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً } حالاً او حكايةً { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } اظهار للشّكر على نعمة عدم الاستواء تعليماً للعباد { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ليس لهم مقام علم، اولا يعلمون عدم الاستواء لطموح نظرهم على المتاع الفانى، او لا يعلمون احوالهم حتّى ينزّلوا هذا المثل على احوالهم فيتنبّهوا وينزجروا.