التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلَٰوةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنَّ ٱلْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً
١٠١
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلاَةِ } شرائط القصر وكيفيّته غير محتاجة الى البيان، ونفى الجناح لا ينافى وجوب القصر لانّه تعالى جرى على طريقة المخاطبات العرفيّة وآداب الملوك من نفى البأس والحرج عن الشّيء وارادة الامر به، وبعد ما علمت انّ الصّلوة هى ما به يتوجّه الى الله والاصل فيه محمّد (ص) وولايته ثمّ علىّ (ع) وخلافته، ثمّ الاعمال القلبيّته والقالبيّة المأخوذة منهما الّتى تصير سبباً للتّوجّه اليه تعالى امكنك تعميم السّفر وتعميم الصّلوة والقصر { إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } اشارة الى الحكمة فى تشريع القصر لا انّه تقييد للحكم فلا ينافى وجوب القصر فى حال الا من على انّ حجّيّة مفهوم الشّرط غير مسلّم بل هو بحسب المفهوم كسائر المجملات، واعتباره وعدم اعتباره محتاج الى القرينة، ويحتمل ان يكون المراد صلوة الخوف وقصرها ويكون قصر مطلق الصّلوة فى السّفر من قبيل المجملات الّتى بيّنوها لنا بدليل بيان صلوة الخوف بعدها { إِنَّ ٱلْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً } استيناف فى موضع التّعليل.