التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً
١٠٥
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } كتاب النّبوّة الّذى ظهوره بالقرآن استيناف لتأديب الامّة بالخطاب لمحمّد (ص) او لتأديب محمّد (ص) اصالة ولامتّه تبعاً { بِٱلْحَقِّ } الحقّ المطلق هو الله جلّ شأنه والحقّ المضاف هو مشيّته المسمّاة بالحقّ المخلوق به والاضافة الاشراقيّة والحقيقة المحمّديّة وهو الولاية المطلقة وهى علويّة علىّ (ع) ومعروفيّة الله وظهوره، خلقت الخلق بالمشيّة والمشّية بنفسها، اشارة اليه، ولمّا كان النّبوّة ظهور الولاية، وكتاب التّدوين ظهور النّبوّة والرّسالة، وظهور الظّهور، ظهور للظّاهر الاوّل كان انزال الكتاب بتوسّط الحقّ المضاف صحيحاً ومتلبّساً بالحقّ المضاف ايضاً صحيحاً لانّ حقّية كلّ حقٍّ وحقيقة كلّ ذى حقيقة هى هذا، ومع الحقّ ايضاً جائز { لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } المراد من الحكم الحكومة المعروفة من قطع المنازعات ومن تأسيس السياسات والعبادات، او ما هو اعمّ منها ومن اصلاحهم بالنصائح والآداب أو ما هو أعم منها ومن اصلاحهم وتكميلاتهم فى الباطن بلسان السّرّ { بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ } من رؤية البصر، لانّ ظهور الولاية بالنّبوّة لا يكون الا مع فتح باب من الملكوت فيرى صاحبه بعين البصيرة دقائق امور العباد وخفايا احوالهم فيمكن له الحكم والاصلاح بما يرى، او من الرّأى يعنى بما جعلك الله ذا رأى لا تحتاج فيه الى رأى الغير لفتح بصيرتك أيضاً بانزال الكتاب، وفى الخبر اشارة الى المعنى الاخير وانّ التّفويض الى الرّأى خاصّ به (ص) وليس لغيره ثمّ التّفويض بعده لاوصيائه، فاذا كان انزال الكتاب لحكومتك برأيك فاحكم بينهم برأيك او رؤيتك { وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً } على خصمائهم برأى غيرك.