التفاسير

< >
عرض

وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً
١١٥
إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً
١١٦
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ } بان يناجى بخلافه ولا يرضى بقوله وينهى عمّا يأمر به كمن تحالفوا فى مكّة لا يتركوا هذا الامر فى بنى هاشم ومثل من تخلّف عن جيش اسامة { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ } الرّشاد او حقيقة الهدى وهى الولاية فانّها تبيّنت بقول الله وقول رسوله (ص) { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بالبيعة الخاصّة الولويّة كسبيل سلمان وابى ذرّ واقرانهما او غير سبيل المسلمين من حيث اسلامهم فانّ سبيلهم من حيث الاسلام هى السّبيل المنتهية الى الولاية { نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ } نوجّهه تكويناً ما توجّه اليه باختياره من سبيل الجحيم { وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ } لانتهاء سبيله اليها { وَسَآءَتْ مَصِيراً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ } باعتبار مظهره الّذى هو علىّ (ع) استيناف فى موضع التّعليل تعليلاً للحكم واظهاراً لانّ مشاقّة الرّسول (ص) فى علىّ (ع) والشّرك به شرك بالله { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ } قد مضى الآية بتمام اجزائها سابقاً { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ } باعتبار الشّرك بالولاية { فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } وصف الضّلال بالبعد باعتبار بعد صاحبه مبالغةً.