التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً
١٤٥
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ } استيناف فى موضع التّعليل للنّهى، وللعالم السّفلىّ كالعالم العلوىّ مراتب وكلّيّاتها سبع مراتب والاراضى السّبع اشارة اليها وتسمّى طبقات ودركات، ولمّا كان كفر النّفاق اسوء اقسام الكفر واقبحها كان سبباً لانجرار صاحبه الى الدّرك الاسفل من النّار { وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } لم يقل لن تجد لهم وليّاً ولا نصيراً للاشارة الى انّ المنافقين وقعوا فى الدّرك الاسفل فى الدّنيا، والولىّ لا يكون الا من ولاية محمّد (ص) الّتى تفتح باب رحمة الله على العباد ولا يتصوّر فتح باب الرّحمة لمن كان فى الدّرك الاسفل حتّى يحتاج الى التّصريح بنفيه عنهم، بخلاف النّصير فانّه من رسالة محمّد (ص) والرّسالة لمّا كانت ظهور رحمة الله الرّحمانيّة يتصوّر تعلّقها بكلّ احد ومع ذلك لا يكون له نصير، وما بقى بين الصّوفيّة من تعاضد نفسين حين التّوبة والتّلقين، انّما هو باعتبار مظهريّة الرّسالة والولاية وباعتبار النّصرة والولاية.