التفاسير

< >
عرض

وَإِن مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً
١٥٩
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِن مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } يعنى ما احد من اهل الكتاب الاّ ليؤمننّ بعيسى (ع) قبل موته حين احتضاره او قبل موت عيسى (ع) او قبل موته حين نزول عيسى (ع) من السّماء مع مهدىّ هذه الامّة، لكن نقول فى بيان ما هو المقصود انّه صرف الكلام عن حكاية حال اهل الكتاب متوجّهاً الى المقصود مخاطباً لحبيبه محمّدٍ (ص) فى حبيبه علىّ (ع) تسليةً له (ص) فقال: ان فعلوا كلّ ما فعلوا فلا تحزن فانّهم وجميع اهل الارض يؤمنون به قبل موتهم فانّه ما من احدٍ يموت الاّ ويرى عليّاً (ع) حين موته ويكون رؤيته راحةً لهم او نقمةً لهم، ونسب اليه عليه السّلام:

يا حار همدان من يمت يرنى من مؤمنٍ او منافقٍ قبلا
يعرفنى طرفه وأعرفه بعينه واسمه وما فعلا

والسّرّ فيه انّ حال الاحتضار يرتفع الحجاب ويشاهد المحتضر الملكوت، واوّل ما يظهر من الملكوت هو الولاية السّارية المقوّمة لكلّ الاشياء والاصل فيها علىّ (ع) وكلّ الانبياء والاولياء من السّلف والخلف أظلاله فاوّل ما يظهر هو الولاية المطلقة فيؤمن الكلّ بها، والاخبار فى انّ المعنى ما من كتابىٍّ الاّ ليؤمننّ قبل موته بمحمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) كثيرةٌ، وفى خبرٍ: هذه نزلت فينا خاصّةً، وحاصل ذلك الخبر انّه ما من ولد فاطمة احد يموت حتّى يقرّ للامام بامامته، وما ورد فى تفسيره من الايمان بمحمّد (ص) او بعيسى (ع) او بالمهدّىّ (ع) كلّها راجع الى الايمان بعلىّ (ع) فان الكلّ ظهور الولاية الكلّيّة وهو المتحقّق بها { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً } يعنى عيسى (ع) او المنظور منه تسليةٌ اخرى لمحمّد (ص) بانّ عليّاً (ع) يكون يوم القيامة شاهداً على اهل الكتاب وعلى منافقى امّته فيشهد عليهم بما فعلوا.