التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفْتَرَىٰ إِثْماً عَظِيماً
٤٨
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ } باعتبار اتمّ مظاهره الّذى هو علىّ (ع) وقد فسّر بالشّرك والكفر بولاية علىّ (ع) لان الله لا يعرف ولا يدرك الاّ فى مظاهره شرك به فكأنّه قال: يا امّة محمّد (ص) آمنوا بولاية علىّ (ع) الّتى نزّلناها مصدّقة لما معكم من احكام الاسلام واحذروا فى مخالفته عن عقوبتى فانىّ لا اغفر لمن يشرك بولاية علىّ (ع) فضلاً عمّن كفر بولايته { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ } الشّرك كائناً ما كان كبيراً او صغيراً { لِمَن يَشَآءُ } من شيعة علىّ (ع) وفى الاخبار تصريح بما ذكر من تفسير الآيات بمنافقى الامّة وولاية علىّ (ع) مع انّ عمومات الاخبار واشاراتها تكفى فى تفسيرها بذلك، فعن الصّادق (ع) فى تفسير ما دون ذلك انّه قال: الكبائر فما سواها، وفى حديث عن رسول الله (ص): "لو انّ المؤمن خرج من الدّنيا وعليه مثل ذنوب اهل الارض لكان الموت كفّارة لتلك الذّنوب" ، والمراد بالمؤمن من قبل الولاية وفى آخر هذا الحديث: انّ الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء لشيعتك ومحبّيك يا علىّ (ع) وعن الباقر (ع) يعنى انّه لا يغفر لمن يكفر بولاية علىّ (ع) ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء يعنى لمن والى عليّاً (ع) وعن علىّ (ع) ما فى القرآن آية احبّ الىّ من هذه الآية { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ } باعتبار الشّرك باتمّ مظاهره { فَقَدِ ٱفْتَرَىٰ إِثْماً عَظِيماً } عطف فى معنى التّعليل، والافتراء يكون بالقول وبالفعل.