التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً
٥٢
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ } بطردهم عن بابه وصرفهم عن الولاية والمتابعة لمن هو بمنزلته { وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ } عن باب الولاية { فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً } لانّ النّصرة هى الاعانة للمنصور فى جلب منفعة او دفع مضرّة على سبيل التّرحّم عليه وهى موقوفة على معرفة المنافع والمضارّ ومعرفة الرّحمة ومحلّها فمن اعان رجلاً على قتل محبوبه او شرب سمّ وترحّم عليه فى ذلك لم يكن ذلك نصرة ولا ترحّمه ترحّماً بل عداوة وسخطاً وان سمّاه المحجوبون عن ادراك الاشياء كما هى نصرة، والعارف بحقائق الاشياء هم الا نبياء والاولياء (ع) ومن طرد عنهم لم يكن له ناصر فى الارض ولا فى السّماء والنّاصرون له من هذه الجهة اعداء له حقيقه ولذلك يظهر يوم القيامة انّ الاخّلاء بعضهم كان لبعض عدوّاً الا الّذين آمنوا فانّ خلّتهم ونصرتهم من جهة ايمانهم توجب قربهم الى باب الولاية ثمّ صرف القول عن التّابعين الى المتبوعين فقال تعالى { أَمْ لَهُمْ }.