التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينُ فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً
٨
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ } من غير الوّراث { وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينُ } من غير اولى القربى { فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ } تصدّقاً عليهم وتطييباً لنفوسهم فانّه مورث لترويح المورّث وبركة الوارث ولا تؤذوهم بأيديكم والسنتكم { وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } باستقلال العطيّة والاعتذار عنه والاحترام لهم اكثر من سائر الاوقات ولمّا كان الامر بظاهره مفيداً للوجوب والمقصود الاستحباب لا الوجوب اختلف الاخبار في انّها منسوخة او باقية فما أفاد نسخها خوطب بها من فهم الوجوب، وما أفاد بقاءها خوطب بها من فهم الاستحباب، ولمّا كانت النّفوس متفاوتة في التّناهى عن المنهيّات لانّ تناهيها امّا لخوف الافتضاح بين النّاس، او اطّلاع الغير عليها، او تسّلط الظّالم، او رفع البركة، او تضييع اولادها بالمكافاة، او سوء العاقبة والعذاب فى الآخرة ذكر الله تعالى فى مقام التّأكيد فى امر اليتامى والتّهديد عن الخيانة والتّوانى عن المحافظة بعضاً منها فقال تعالى: { وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ }.