التفاسير

< >
عرض

يٰقَومِ لَكُمُ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي ٱلأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ ٱللَّهِ إِن جَآءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ
٢٩
وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ ٱلأَحْزَابِ
٣٠
-غافر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يٰقَومِ لَكُمُ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ظَاهِرِينَ } غالبين { فِي ٱلأَرْضِ } ارض مصر وشكر هذه النّعمة ان تجيبوا رسول الله الّذى آتاكم هذا الملك لا انكار رسوله { فَمَن يَنصُرُنَا } ادخل نفسه فيهم ليظنّوا انّه منهم { مِن بَأْسِ ٱللَّهِ إِن جَآءَنَا } فلا تتعرّضوا لبأس الله بانكار رسوله وايذائه وقد اجاد فى الجدال حيث انكر قتله عليهم واسند انكاره بما لا يمكن ردّه والشّغب معه فانّه قال اوّلاً: انّه يقول: ربّى الله فان لم تعترفوا ولم تذعنوا بالله فليكن ذلك محتملاً لكم ودفع الضّرر المحتمل واجبٌ عقلاً فترك التّعرّض واجبٌ عقلاً، وقال ثانياً: انّه جاء بالبيّنات على صدق دعواه فكيف تجترؤن عليه وتقتلونه؟! وثالثاً انّه غير خارج من الكذب او الصّدق وكذبه لا يضرّكم وصدقه يضرّكم لا محالة، والضّرر المحتمل واجب التّحرّز، وقال رابعاً: انّه ان كان كاذباً لا يهتدى الى مراده وان كنتم انتم كاذبين لم تهتدوا الى قتله فلا تتعرّضوا لقتله لكنّه لمّا اثبت صدقه كان كأنّه قال: انتم كاذبون ولا تهتدون الى قتله { قَالَ فِرْعَوْنُ } تلييناً لقومه { مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أَرَىٰ } وأعتقد { وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ ٱلأَحْزَابِ } الّذين تحزّبوا على رسلهم ولم يقل مثل ايّام الاحزاب لارادة الجنس من اليوم وتفسيره بايّام نوحٍ (ع) وعادٍ وثمود.