التفاسير

< >
عرض

أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ
٥
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٦
-الدخان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ } تفخيم لذلك الامر الحكيم وهو تميز عن نسبة الحكيم الى ضمير الامر، او حال ممّا يجوز ان يكون حالاً منه، او منصوبٌ بفعلٍ محذوف تقديره اعنى امراً من عندنا، او مفعولٌ له ليفرق اى لكونه مأموراً من عندنا، او مفعول مطلق لفعله المحذوف { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } بدل من انّا كنّا منذرين او تعليل لقوله تعالى: { { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } [الدخان: 4] يعنى فيها يفرق كلّ امر حكيمٍ لانّ من عادتنا ارسال الرّحمة، او من عادتنا ارسال الرّسل ولازم ارسال الرّسل تفريق الامر الحكيم فى ليلة القدر ورحمة مفعول به او مفعول له، ووضع من ربّك فى موضع الضّمير للاشعار بانّ ربوبيّته تقتضى ذلك { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لا سميع سواه فيسمع اقوال العباد بألسنتهم القاليّة والحاليّة والاستعداديّة { ٱلْعَلِيمُ } لا عليم سواه فيعلم ما يسألونه بألسنتهم القاليّة والحاليّة ومقتضى ربوبيّته وسماعه وعلمه بما يصلح السّائل وما يفسده ان يرسل رسولاً وينزّل احكاماً بحسب مسؤل العباد.