التفاسير

< >
عرض

لِّتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
٩
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً
١٠
-الفتح

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لِّتُؤْمِنُواْ } صرف الخطاب عنه (ع) الى امّته للاشارة الى انّ غاية الارسال ايمان المؤمنين { بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ } قرئ من باب الافعال والتّفعيل والثّلاثىّ المجرّد من باب ضرب ونصر، وقرئ تعزّزوه بالزّائين المعجمتين { وَتُوَقِّرُوهُ } قرئ من باب التّفعيل والافعال { وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ } جوابُ سؤالٍ مقدّرٍ فى مقام التّعليل، او فى مقام بيان الحال، كأنّه قيل: ما حال البائعين مع الرّسول (ص)؟ - فقال تعالى: انّ الّذين يبايعونك { إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ } لانّك مظهرٌ لله ولا حكم للمظهر حين ظهور الظّاهر فيه وانّما الحكم للظّاهر فقط { يَدُ ٱللَّهِ } لا يدك { فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } وقد مضى تفصيلٌ لاخذ البيعة عند قوله { { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ } [التوبة:104]، وعند قوله { { إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [التوبة:111] (الآية) من سورة التّوبة وقد ذكر بيانٌ للبيعة فى غير هذه السّورة ايضاً { فَمَن نَّكَثَ } نقض البيعة بنقض شروطها وعدم الاتيان بها، او بالاعراض عنها وفسخها { فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ } لانّ ضرره عائدٌ اليها { وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ ٱللَّهَ } قرئ بضمّ الهاء فى عليه حفظاً لتفخيم لفظ الله { فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } لا يمكن ان يوصف، قال القمّىّ: نزلت الآية فى بيعة الرّضوان لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشّجرة واشترط عليهم ان لا ينكروا بعد ذلك على رسول الله (ص) شيئاً يفعله ولا يخالفوه فى شيءٍ يأمرهم به فقال عزّ وجلّ بعد نزول آية الرّضوان: انّ الّذين يبايعونك انّما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم (الآية) وانّما رضى الله عنهم بهذا الشّرط ان يفوا بعد ذلك بعهد الله وميثاقه ولا ينقضوا عهده وعقده فبهذا العقد رضى الله عنهم فقدّموا فى التّأليف آية الشّرط على آية الرّضوان: وانّما نزلت اوّلاً بيعة الرّضوان ثمّ آية الشّرط فيها.