التفاسير

< >
عرض

لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً
٥
وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً
٦
وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً
٧
-الفتح

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } تعليلٌ لقوله تعالى ليغفر لك الله وهذا هو المناسب لتفسير المغفرة بمغفرة ذنوب امّته، او لقوله يتمّ نعمته، او ليهديك، او لينصرك الله، او لانزل السّكينة، او ليزدادوا ايماناً، او لمفهوم قوله لله جنود السّماوات والارض، او للجميع على سبيل التّنازع، او تعليل لمحذوف، او فعل ما فعل ليدخل المؤمنين والمؤمنات { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } قد مضى فى آخر سورة آل عمران بيانٌ لكيفيّة جريان الانهار من تحت الجنّات عند قوله { فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ } [آل عمران:195] { خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } يزيلها عنهم { وَكَانَ ذَلِكَ } الادخال والتّكفير { عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ } الّذين نافقوا مع محمّدٍ (ص) او فى حقّ علىٍّ (ع) { وَٱلْمُشْرِكِينَ } بالله او بالرّسول او بالولاية وهو المنظور اليه { وَٱلْمُشْرِكَاتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ } وهو ظنّ انّه لا ينصر رسوله فى سفره الى مكّة { عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } الّتى تظنّونها للمؤمنين من هلاكهم بأيدى قريشٍ، قال القمّىّ: وهم الّذين انكروا الصّلح واتّهموا رسول الله (ص) { وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } كرّره تقويةً لقلوب المؤمنين وتخييباً لظنّ المنافقين { وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً } لا يغلب على ما يريد { حَكِيماً } لا يفعل الاّ ما فيه صلاح المؤمنين ولا ينظر الى اهوية المؤمنين او المنافقين.