التفاسير

< >
عرض

وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَيْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ
٢٧
لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ
٢٨
إِنِّيۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّالِمِينَ
٢٩
فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ
٣٠
-المائدة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَيْ آدَمَ } قابيل وهابيل { بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً } اظهر كلٌّ منهما وعرض قرباناً على الله، والقربان ما يتقرّب به من ذبيحة او غيرها { فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا } لانّه خرج من نفسه وهواها واتى بالقربان بأمر مولاه وعمد الى احسن ما عنده { وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلآخَرِ } لسخطه حكم الله وكون قربانه من قبل النّفس وهواها واتيانه بأخسّ ما عنده وهو قابيل { قَالَ } قابيل لهابيل { لأَقْتُلَنَّكَ } توعّده بالقتل لفرط حسده عليه لقبول قربانه { قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } لا من المعتدين المقدمين على قتل النّفس المحترمة يعنى قبول القربان انّما يحصل بالتّقوى عن النّفس وهواها لا بالحسد على الغير وقتله لتقواه { لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ إِنِّيۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } فى الدّنيا والآخرة روى انّه لمّا اراد قتله لم يدر كيف يقتله فجاء ابليس فعلّمه ولم يدر بعد القتل ما يصنع به.