التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَىٰ قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ
١٩
ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
٢٠
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً } توطئة لإشهاد الله يعنى انّهم يقرّون بأنّ الله أعظم وأصدق من كلّ شهيدٍ فنبّههم على ذلك ثمّ قال { قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } ويحتمل ان يكون الله مبتدءً محذوف الخبر جواباً من قبلهم وشهيداً خبراً محذوف المبتدأ مستأنفاً لبيان المقصود { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ } فى اىّ مكان كان وفى اىّ زمانٍ الى يوم القيامة يعنى لا نذركم وانذر من بلغه القرآن او من صار بالغاً مبلغ الرّجال وروى انّ من بلغ معطوف على المستتر فى انذركم وترك التأكيد بالضّمير المنفصل للفصل والمعنى لانذركم انا ومن بلغ من آل محمّد (ص) ان يكون اماماً كقوله تعالى، { { قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي } [يوسف:108] { أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ } بعد ما وبّخهم على شهادتهم انّ مع الله آلهةً اخرى { إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } من اليهود والنّصارى { يَعْرِفُونَهُ } اى رسول الله (ص) بما ذكر لهم فى كتبهم من اوصافه او الّذين آتيناهم الكتاب من امّة محمّد (ص) يعرفون محمّداً (ص) بالصّدق فى امر الولاية او يعرفون عليّاً (ع) بما شاهدوا منه من فضله وعلمه وصدقه وامانته { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ } مبالغة فى اثبات معرفتهم { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } استيناف جواب لسؤال مقدّر او استدراك توهّم متصوّر كأنّه قيل افامنوا به او توهّم انّه ما بقى منهم كافر وتكرار الموصول لانّ كلاّ جوابٌ او استدراك لما نشأ من امرٍ غير منشأ الآخر، ويحتمل كون الثّانى بدلاً او مفعولاً لمحذوف او خبراً لمبتدء.