التفاسير

< >
عرض

وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
٢٦
وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٢٧
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ } عن هذا او عنك بطريق الالتفات او عن علىّ (ع) بطريق التّورية { وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ } يعنى يمنعون النّاس عنه ويتباعدون عنه { وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ } بالتّباعد عنه { وَمَا يَشْعُرُونَ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ } قرئ ببناء المفعول والفاعل من وقف اذا قام او اقام او اطّلع يعنى لو ترى اذ اقيموا او اطّلعوا على النّار لرأيت عجيباً فظيعاً بحذف الجواب { فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا } لما رأوا من مقامك او مقام اوصيائك { وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بمحمّد (ص) او بأمير المؤمنين (ع) وهذا الكلام والتّمنّى منهم يكون لدهشة الخوف لا لقائد الشّوق والاّ لخلصوا وما اجيبوا بكلاّ وانّها كلمة هو قائلها وامثال ذلك كما فى قوله تعالى { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا } [الحج: 22] يعنى ان كانوا يريدون الخروج منها من شوق لم يعيدوا فيها وقوله تعالى { بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ }.