التفاسير

< >
عرض

وَقَالُوۤاْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ
٢٩
وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ
٣٠
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَقَالُوۤاْ } عطف على عادوا او عطف على يقول الّّذين كفروا والاختلاف بالمضىّ للاشارة الى انّ ذلك قولهم قديماً وجديداً، او استيناف لذمٍّ اخر وبيان عقوبة اخرى وهو انسب بما بعده من قوله ولو ترى اذ وقفوا على ربّهم يعنى تكذيبهم بالبعث يقتضى احضارهم عند الله بأفضح حال وتكذيبهم بالآيات يقتضى دخولهم فى النّار بأشدّ عذاب { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } كما يوقف العبد الجانى على مولاه للمؤاخذة والرّبّ المضاف هو ربّهم فى الولاية وهو امير المؤمنين (ع) وقد قال فى بعض كلامه (ع): واياب الخلق الىّ وحسابهم علىّ، وقد مضى فى مطاوى ما سبق بيان عدم تجاوز الخلق عن المشيّة الّتى هى الولاية وانّها مبدء الكلّ ومنتهاه { قَالَ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ } تعييراً لهم على تكذيب البعث { قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا } لظهوره ولذا اكّدوا الجواب بالقسم تأكيداً للازم الحكم الّذى هو علمهم بالحكم { قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } بربّكم الّذى هو علىّ (ع).