التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ
٣
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَفِي ٱلأَرْضِ } اعلم، انّ الله فيه معنى الآلهة والتّصرّف بل جميع الاضافات الممكنة من الخالق بالنّسبة الى المخلوق فانّه الاسم الجامع وامام ائمّة الاسماء فاعتبر فيه معنى الوصف ولذلك جاز تعلّق الظّرف به، وبيان اعراب الآية انّ لفظ هو مبتدء والله بدله او خبره وفى السّماوات ظرف لغو متعلّق بالله او بيعلم او ظرف مستقرّ خبر او خبر بعد خبر او حال، ويعلم الاتى خبر او خبر بعد خبر او حال مستأنف، وجملة هو الله عطف على جملة هو الّذى خلقكم او حال وبعدما علم معنى معيّته تعالى وقيّوميّته واحاطته بالاشياء يظهر معنى كونه آلهاً فى السّماء وفى الارض، وهذا ردّ على من اشرك معه غيره كبعض الثّنويّة القائل بانّ اهرمن او الظّلمة مخلوق الله لكنّه شريك له فى الايجاد والشّرور كلّها منسوبة اليه، وكجمهور الهنود القائلين بانّ الامور موكولة الى الملائكة ويسمّونهم باسماء، وكبعض الصّابئين القائل بانّ الكواكب مخلوقة لله لكنّها مدبّرة للعالم دون الله، وكبعض المشركين القائل بانّ العجل والوثن (وغيرهما) شفعاء عند الله ولها التّدبير والتّصرّف { يَعْلَمُ سِرَّكُمْ } من السّجايا والنّيّات والعقائد وجملة المكمونات الّتى لم تظهر بعد فى وجودكم ولم تشعروا بها { وَجَهْرَكُمْ } من الاقوال والاحوال والالوان والاشكال والنّسب والاموال { وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } لانفسكم من تبعة اعمالكم الّتى تعملونها بجوارحكم تقرير لآلهيّته ووعد ووعيد للمحسن والمسيء منهم.