التفاسير

< >
عرض

قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ
٣٣
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ } فى حقّك بانّه ساحر او مجنون او غير ذلك او فى حقّ خليفتك بان لا يردّوا هذا الامر اليه وهو استيناف وتسلية للرّسول (ص) ولا ينبغى لك ان تتحزّن { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ } من حيث انّك بشر مثلهم فقد لبثت فيهم وما قالوا فيك الاّ خيراً وكنت معروفاً فيهم بالصّدق والامانة حتّى لُقّبتَ بمحمّد الامين { وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ } لانفسهم بتكذيب الآخرة ولقاء ربّهم { بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } يعنى انّك بعد ما صرت رسولاً وآيةً لنا كذّبوك من هذه الحيثيّة ويرجع التّكذيب من هذه الحيثيّة الى الله لا اليك، او انّهم لا يكذّبونك من حيث انت رسول من الله ولكنّهم يكذّبون عليّاً (ع) وتكذيبك فيما قلت فى حقّه راجع الى تكذيب علىّ (ع)، وقرئ لا يكذبونك من: اكذبه اذ وجده كاذباً، او نسبه الى الكذب او صيّره كاذباً، اى لا يجدونك كاذباً او لا يأتون بامر يجعل صدقك كذباً؛ هكذا روى عنهم.