التفاسير

< >
عرض

وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَٰبِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
٣٨
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ } توصيفه بوصف الجنس وكذا ما بعده للاشارة الى ارادة الجنس { وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ } مخلوق مرزوق مدبّر والتّناسخيّة يتوسّلون بامثال هذا فى رواج مذهبهم والمقصود ذمّهم على عدم العلم وانّ الحيوانات العُجم مثلكم فى كلّ جهة وتميزكم عنها بالعلم والاشتداد فيه فاذا لم تكونوا تعلمون فلا تميز بينكم { مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ مِن شَيْءٍ } اى فى اللّوح المحفوظ الّذى هذا القرآن صورته التّامّة فما فرّط فيه ايضاً من شيءٍ وسائر الكتب صورته النّاقصة ولذا كان مهيمناً على الكلّ ناسخاً له، وهو من فرّط الشيء بمعنى ضّيعه واهلمه لا من فرّط فى الشيء بمعناه حتّى يكون فى الكتاب مفعوله ومن شيءٍ مفعولاً مطلقاً بل فى الكتاب ظرف ومن شيء مفعول به، لانّ المقصود عدم اهمال شيءٍ فى الكتاب بترك ثبته فيه وهو يستفاد صريحاً اذا جعل من شيء مفعولاً به، وامّا اذا جعل مفعولاً مطلقاً فلا يستفاد الاّ التزاماً والمقصود انّا كما احصيناكم فى الكتاب واحصينا ارزاقكم وآجالكم كذلك احصيناهم لا فرق بينكم الاّّ بالعلم وعدمه { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } كما تحشرون.