التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ
٤٢
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ } تسلية للرّسول (ص) وتهديد للامّة { فَأَخَذْنَاهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ } بالبأساء الدّاهية سواء كانت فى الحرب او فى غيرها { وَٱلضَّرَّآءِ } النّقص فى الانفس والاموال، يعنى فى بدو ارسالهم ليتكّسر سورة خيالهم وقوّة اهويتهم حتّى يقبلوهم بسهولة او بعد تكذيبهم وشدّة تعاندهم حتّى يرجعوا ويتوبوا { لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ } ويلتجئون الى رسلهم، اعلم، انّ الانسان وقت الامن والصّحةّ وسعة العيش خصوصاً حين تشبّب القوى الحيوانيّة يعدّ نفسه من اعزّ الخلق ولا يعدّ غيره فى شيءٍ، ويظنّ انّه احسن الخلق رأياً ويفرّق نفسه على الاهوية والآمال، فاذا ابتلى ببلاء فى نفسه او اهله او ماله انكسر سورة انانيّته وتضرّع الى ربّه والتجأ الى من يظنّ انّه من قبل ربّه، ولذلك كان تعالى اذا ارسل رسولاً الى قوم ابتلاهم ببليّة ليتجؤا الى الرّسل ويقبلوا منهم.