التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوۤءًا بِجَهَٰلَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٥٤
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا } يعنى يؤمنون بالايمان الخاص الولوىّ فانّ من بايع عليّاً (ع) بالبيعة الولويّة يؤمن بجملة الآيات وهم الّذين يدعون ربّهم فى جميع الاوقات والّذين هم على صلوتهم دائمون وهم الّذين لا يبتغون فى دعائهم الاّ الاتّصال بملكوت ربّهم والحضور عنده ولقاء وجهه { فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } تحيّة لهم وتلطّفاً بهم وقل لهم { كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } بشارةً لهم وتطييباً لنفوسهم وتأنيساً لهم الى رّبهم { أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوۤءًا بِجَهَالَةٍ } بيان لمنشأ السّوء لا تقييد له، يعنى من عمل منكم سوء بالتّنزّل عن دار العلم الى دار الجهل وقبول حكومة الجهل فانّ الواقع لا يكون الاّ هكذا { ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ } عن دار الجهل { وَأَصْلَحَ } نفسه بالدّخول فى دار العلم { فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } اى يغفر له ويرحمه لانّه غفور رحيم فهو من اقامة السّبب مقام الجزاء.