التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّيۤ أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٧٤
وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ
٧٥
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ } قيل ليس بين النّسابين اختلاف فى انّ اسم ابى ابراهيم تارخ وهو موافق لما عليه الشّيعة من انّ آباء الانبياء (ع) مطهّرون من الشّرك وانّ ازر كان جدّه لامّه او عمّه { أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّيۤ أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يعنى مثل ارائتنا ابراهيم بطلان الاصنام وضلالة قومه اريناه ملكوت السّماوات والتّعبير بالمستقبل لاحضاره لكونه من الامور الغريبة، والملكوت مبالغة فى المالك كالجبروت فى الجابر، والطّاغوت فى الطّاغى، ولمّا كان عالم الطّبع لا جهة مالكيّة له بل ليس فيه الاّ المملوكيّة الصّرفة لم يسمّ ملكوتاً بل ملكاً، وباطن عالم الطّبع من عالم المثال فما فوقه يسمّى ملكوتاً لمالكيّته وتصرّفه بالنّسبة الى ما دونه، وقد يطلق الملك على ما سوى الله وعلى المثال وعلى الرّسالة وغير ذلك باعتبار مملوكيّتها للحقّ الاوّل تعالى، والمراد بالملكوت ههنا عالم المثال او هو وما فوقه ان كان المراد بالاراءة اعمّ من الكشف الصورىّ، والمراد بالسّماوات والارض هما الطّبيعيّان { وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ } اى ليأنس ويقرب منّا وليكون من الموقنين، والقمى عن الصّادق (ع) كشط عن الارض ومن عليها وعن السّماء ومن فيها، والملك الّذى يحملها والعرش ومن عليه، وهو يدلّ على انّه لم يكن كشفاً صوريّاً فقط.