التفاسير

< >
عرض

وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَٰناً فَأَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِٱلأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٨١
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ } يعنى لا ينبغى لى ان اخاف ما اشركتم به بعد ما بان انّ الشّركاء عاجزون جاهلون وانّ ربّى قادر عالم { وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِٱللَّهِ } يعنى انّ هذا امر عجيب اى تخويفى من العاجز الجاهل مع عدم خوفكم من اشراككم الجاهل العاجز بالعالم القادر { مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً } بيان لحال الشّركاء لا انّه قيد للاشراك او تقييد للاشراك باعتبار انّ الشّخص ما لم يخرج من بيت نفسه وسجن طبعه لا يمكنه الخروج عن الشّرك بل ليس طاعته وتبعيّته للانبياء والاولياء الاّ الاشراك بالله ورؤية الثّانى له لكن هذا الاشراك ممّا نزّل الله به سلطاناً وحجّةً وهو طريق الى التّوحيد ومجاز وقنطرة الى الحقيقة وقد سبق تحقيق ذلك { فَأَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِٱلأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } نبّه على غباوتهم بانّ من له علم يميّز بين الامن وغيره، وعدم تميزهم لعدم شعورهم.