التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَٰتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ
٩٨
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } نفس آدم (ع) بحسب الجسم او نفس النّبىّ (ص) بحسب الاسلام او نفس الولىّ (ع) بحسب الايمان او نفس الكلّ او ربّ النّوع بحسب الحيوة الحيوانيّة وبحسب الحيوة الانسانيّة { فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ } هذه الكلمة مجملة متشابهة من حيث اللّفظ والمعنى والاعراب، قرئ مستقرّ بفتح القاف اسم مفعول من استقرّه اذا وجده قارّاً ساكناً، او من استقرّ اذا قرّ وسكن بمعنى مستقرّ فيه، او اسم مكان او مصدراً ميميّاً وهكذا الحال فى المستودع، وقرئ بكسر القاف اسم فاعل من استقرّ بمعنى قرّ والمعنى هو الّذى انشأكم فمنكم قارّ ومنكم غير قارٍّ، او محلّ قرارٍ ومحلّ عدم قرارٍ، او لكم استقرار وعدم استقرار، او محلّ قرار زعدم قرارٍ، او فيكم استقرار او عدم استقرار او محلّ قرارٍ او قارّ وغير قارٍّ، والاصلاب والارحام والابدان والدّنيا والبرازخ بوجهٍ محلّ قرارٍ وبوجه محلّ عدم قرارٍ للنّطف والنّفوس والابدان، وبعد القيامة محلّ قرارٍ على الاطلاق، والابدان والنّفوس والصّدور والقلوب محلّ قرار للحيوة الحيوانيّة والانسانيّة والاسلام والايمان والعلوم بوجهٍ، ومحلّ عدم قرار بوجهٍ { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ } ولمّا كان الاستدلال بالانشاء من نفس والاستقرار والاستيداع على تدبيره وحكمته محتاجاً الى استعمال نوع فطنة فوق العلم ذكر الفقه معه.