التفاسير

< >
عرض

قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
١٢٩
وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
١٣٠
-الأعراف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَالُوۤاْ } تضجراً بوعده وعدم انجازه { أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا } متسلّين بوعد مجيئك { وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } فبم نتسلّى بعد مجيئك { قَالَ } بعد تضجّرهم بوعده { عَسَىٰ رَبُّكُمْ } اتى بكلمة التّرجّى وصرّح بهم بعد ما وعدهم بالقطع وعرّض بهم خوفاً من انكارهم وردّهم وتسلية لهم تصريحاً { أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } ارض مصر { فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ } السّنة غلبت على عام القحط ولذا اطلق السّنين { وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ } بعاهات اخرى غير الجدب { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } انّ الخصب والسّعة بقدرة الله لا باختيارهم فيؤمنوا برسله ولا يجحدوه، فانّ المانع من قبول الحقّ هو قوّة الخيال وجولانه فى الخواطر وعند الشّدائد يضعف الخيال ولا يمنع من تذكّر الحقّ وقبوله.