التفاسير

< >
عرض

وَٱتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً ٱتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ
١٤٨
-الأعراف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ } من بعد ذهابه الى الميقات تعريض بامّة محمّد (ص) يعنى لا تتّخذوا انتم من بعد محمّد (ص) عجلاً معبوداً { مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً } وفى ابدال جسداً رفع ايهام انّه كان عجلاً حقيقة { لَّهُ خُوَارٌ } روى عن الباقر (ع) انّ فيما ناجى موسى (ع) ربّه ان قال: يا ربّ هذا السّامرىّ صنع العجل فالخوار من صنعه؟ - قال: فاوحى الله اليه يا موسى (ع) انّ تلك فتنتى فلا تفحص عنها، وعن الصّادق (ع) قال: يا ربّ ومن اخار الصّنم؟ فقال الله تعالى: يا موسى انا آخرته، فقال موسى (ع): { { إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ } [الأعراف: 155]، وعن النّبىّ (ص): "رحم الله اخى موسى ليس المخبر كالمعاين ولقد اخبره الله تعالى بفتنة قومه ولقد عرف انّ ما اخبره ربّه حقّ وانّه على ذلك لمتمسّك بما فى يديه فرجع الى قومه ورءآهم فغضب والقى الالواح" { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً } تقريع باعتبار ترك التّفكّر { ٱتَّخَذُوهُ } صفة سبيلاً اى لا يهديهم سبيلاً جعلوه سبيلاً الى الله او مستأنف اى اتّخذوا العجل آلهاً { وَكَانُواْ ظَالِمِينَ } فى ذلك الاتّخاذ او من قبيل عطف السّبب.