التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
٢٨
-الأعراف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ } لساناً او حالاً { وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا } يعنى اعتمدوا واطمأنّوا على ما اعتادوه، ونسبوا عاداتهم الى الله كما هو شأن عامّة النّاس { وَ } قالوا { ٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ } ردّاً لهم فى نسبة العادات الى الله { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ } ليس المراد بالفحشاء ما يستقبحه العقل والشّرع بحسب الصّورة، بل المراد ما صدر عن النّفس لغايات نفسانيّة سواء كان صورته صورة ما قرّره الشّرع او نهى عنه، فالصّلوة رياءً او لقصد الجاه او المال او حفظ مالٍ او عرضٍ او دمٍ فاحشة { أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } فى الخبر انّه لا يزعم احد انّ الله يأمر بالزّنا وشرب الخمر وشيءٍ من هذه المحارم، بل هذا فى ائمّة الجوار ادّعوا انّ الله أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم الله بالايتمام بهم، وهو يؤيّد ما ذكرنا من تفسير الفحشاء وكذا يؤيّده قوله { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ }.