التفاسير

< >
عرض

أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ
٩٩
-الأعراف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ } اتى بالفاء لتفاوت ما بين البأس حين الغفلة والمكر بخلاف بأس اللّيل وبأس الضّحى، فانّ اتيان عذاب الله امّا مع تقدّم اماراتٍ له او من غير تقدّم اماراتٍ وهو البأس بغتةً حين النّوم او حين اللّعب او مع تقدّم امارات ضدّه وهو المسمّى بالاستدراج والمكر لشباهته بمكر المخلوق { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ } بنقص عقولهم الّتى هى بضاعتهم فانّ العاقل حين تجدّد النّعمة يحتمل النّقمة بالنّعمة فيخاف عاقبتها بخلاف الجاهل فانّ نظره الى صورة النّعمة لا يتجاوزها الى احتمال اندراج النّقمة فيها.