التفاسير

< >
عرض

يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ قُلِ ٱلأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
١
-الأنفال

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ } جمع النّفل وهو الزّيادة وقد فسّرت فى بعض الاخبار بما هو مختصّ بالرّسول (ص) والامام (ع) ممّا لا يوجف عليه بخيلٍ ولا ركابٍ وبطون الاودية والآجام والاراضى الموات والمعادن وميراث من لا وارث له وغير ذلك ممّا لا شركة لغيره فيه، وفسّرت فى بعضٍ آخر بالغنائم الّتى فيها الخمس للرّسول والبقيّة للمقاتلين، وورد انّها نزلت فى غنائم بدرٍ حين اختلفوا فيها وتنازعوا وتشاجروا { قُلِ ٱلأَنفَالُ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ } لا شراكة لغير الرّسول فيها فان فسّرت بالغنائم فهى منسوخة بآية التّخميس وان فسّرت بغير الغنائم فهى ثابتة { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } ولا تطمعوا فيها ولا تختلفوا ولا تشاجروا ولا تريدوا اصلاح امر الله ورسوله فانّهم كانوا يوم بدر ثلاثة اصناف: صنف اغاروا على الغنائم، وصنف تخلّفوا عند رسول الله (ص)، وصنف ذهبوا فى طلب العدوّ، وكان المال قليلاً والنّاس كثيراً وبعضهم ضعفاء وبعضهم اقوياء وكانت اوّل غنيمةٍ أخذوها فتكلّموا فيها وفى كيفيّة قسمتها وتنازعوا فى ذلك { وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ } ما بينكم لا ما بين الله والرّسول (ص) وبينكم فانّه ليس اصلاحه اليكم وذات هى الّتى بمعنى الصّاحبة ثمّ استعملت فى مثل ذات الصّدور وذات بينكم بمعنى ما فى الصّدور وما بينكم لمصاحبة ما فى الصّدور وكذا ما فى البين لهما { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } ولا تكلّموا فيما امره اليهما { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } فانّ الايمان يقتضى تسليم امر الله وتكلّمكم فى امر الله ورسوله (ص) يورث الشّكّ فى ايمانكم.